الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الذكرى 23 لوفاة بشيرة بن مراد رائدة الحركة النسوية التونسية

نشر في  05 ماي 2016  (13:11)

توفيت في مثل هذا اليوم 4 ماي من سنة 1993 بشيرة بن مراد رائدة الحركة النسوية التونسية.

ولدت بشيرة بن مراد في وسط آرستقراطي ديني يضم علماء من جامع الزيتونة أو «الجامع الأعظم».. هي ابنة شيخ الإسلام، الشيخ محمد صالح بن مراد، أعلى سلطة قضائية ودينية في البلاد.. وأمّا عمّها فهو القاضي والمفتي الشيخ محمد الناجي بن مراد، في حين أنّ جدّها من الأب هو الشيخ احميدة بن مراد شيخ الإسلام، وبالنسبة الي جدّها من الأم فهو شيخ الإسلام الشيخ سيدي محمود بلخوجة..

كانت محاضرة فصيحة وصحافية ومناضلة من أجل حقوق المرأة وساهمت من موقعها في استقلال تونس... وهي إلى ذلك تقدمية ومتفتحة وحداثية، وفي الوقت نفسه متجذرة تجذرا عميقا في الدين الإسلامي.. ولعلّ أبرز ميزة لهذه الرائدة الفذّة أنّها وفقت بين الإسلام وحرية المرأة وحقّها في المعرفة والشغل، وقد كان والدها يأتيها في سنة 1923 بالمدرسين الى المنزل حتى تتأسس تأسسا علميا ومعرفيا متينا. ...

في سنة 1930 وكان عمرها ـ آنذاك ـ 17 سنة ومتزوّجة حديثا، صدمت بما كانت تعيشه المرأة من جهل وظلامية، فما كان منها إلاّ أن تسلحت بما يكفي من الجرأة لبعث هيكل نسائي بحت دفاعا عن حق المرأة في التعليم... انطلقت بعقد اجتماعات بالنساء في «دار بن مراد» لتحسيس النساء وإرساء قواعد لمنظمتها، وتجدر الإشارة الى أنّ زوجها صالح الزهار الزيتوني التكوين ساندها مساندة فعّالة.

في سنة 1936 أسست بشيرة بن مراد الاتحاد النسائي الإسلامي التونسي الذي عرف نجاحا سريعا ومتناميا، وذلك بفضل ما أوجد من قنوات تواصل في الجهات، وأيضا بفضل دفاعه عن الكثير من القضايا. حول حق المرأة في التعليم، كتبت بشيرة بن مراد مقالا في مجلة «شمس الإسلام» الثنائية اللغة والتي أسّسها والدها عنونته «علّموا المرأة ان شئتم العزّة والحياة» دافعت فيه عن تعليم المرأة على أساس الأخلاق الإسلامية الحميدة أي إسلام الزيتونة المستنير. وكانت بشيرة بن مراد قادت منذ أواخر الثلاثينات مظاهرات نسائية تنادي باستقلال تونس.

وعلى الصعيد الاجتماعي، ظلّت هذه السيدة الفاضلة تجمع الأموال لترسلها الى «جمعية طلبة شمال إفريقيا» بفرنسا التي توزعها بدورها على المحتاجين والمعوزين من طلاب العلم، مع العلم أنّ أغلب وزراء ما بعد الاستقلال انتفعوا بهذه المساعدات. وفي سنة 1955 وخلال محاضرة هامة بمعهد «كارنو» دعت السيدة بشيرة الى المساواة في الحقوق السياسية بين المرأة والرجل..

وبعد ربع قرن من النضال والنجاحات، وغداة الاستقلال، جوزيت هذه المرأة الأيقونة والتي كان بورقيبة يسمّيها «أمّ تونس» بما جوزي به سنّمار أي بالجحود والنسيان والإهمال والعيش في الظلمة الحالكة... لقد أقصيت بشيرة بن مراد من الحياة السياسية رغم كل ما قدمت من تضحيات في سبيل بلادها والمرأة التونسية..

وكان لابدّ من انتظار 2013، حيث وعلى هامش مائويتها أقيمت تظاهرة ضخمة بالمسرح البلدي بالعاصمة اعترافا بأفضال هذه الشخصية التاريخية وصنائعها الباقيات على مدى الأزمان.